هافانا، 21 أغسطس/اب (راديو هافانا كوبا) : أجرى القائد التاريخي للثورة الكوبية فيدل كاسترو للقاءً مع رئيس جمهورية فنزويلا، نيكولاس مادورو، وهنأه على الخطوات التي اتخذها من أجل سكان قطاع غزة.
وتحت عنوان "الصداقة الحقيقية"، كتب فيدل كاسترو مقالاً قال فيه:
تلقيت يوم الثلاثاء الموافق ال 20 من أغسطس/اب زيارة رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية، وهو في طريقه برحلة الى الخارج تتعلق بالدفاع عن المصالح النفطية الكبرى لبلاده.
فقد عرّج الى كوبا ، منتهزاً المناسبة ليزورني ويحييني مباشرة كما كان قد وعدني.
ففي 13 اغسطس/اب من هذا العام عندما كان لي شرف إكمال 88 عاماً من عمري، أهداني بعض الفاكهة، بما في ذلك، نوعاً يشبه حبات اللؤلؤ الصغيرة، والتي لم يسبق لي أن رأيتها من قبل، وهي ذات نكهة ممتازة.
أيضاً أهداني زياً رياضياً، من الرياضيين الفنزويليين الذين يسعون لتحقيق الأمجاد لبلادهم.
يشهد عالمنا مرحلة استثنائية وفريدة من نوعها، ومن بين الأحداث الأكثر مأساوية هي الإبادة الجماعية التي تُرتكب في قطاع غزة حيث يعيش 1.8 مليون كائناً بشرياً، محشورين بين الصحراء والبحر والقوة العسكرية والهائلة لدولة، خلقتها منذ أكثر من نصف قرن، أعتى إمبراطورية وجدت حتى الآن، بتكلفة بلغت، حسب بعض التقديرات،ما يقارب المائة مليار دولار. هي قوة عسكرية ونووية كبرى ومتطورة وغير مسؤولة. كثير من الناس يتساءلون: من يقود من؟ هل الولايات المتحدة تقود إسرائيل؟ أم أن إسرائيل هي التي تقود الولايات المتحدة؟
الحقائق واضحة... قصف موجّه، ومرسوم مسبقاً وقاذفات القنابل والمدفعية والدبابات المدرعة الحديثة، تعمل ضد أهداف ليست سوى مبانٍ مليئة بالناس، ومستشفيات ومدارس ومنشآت خدماتية.. يقتلون الأطفال والشباب وكبار السن والأمهات والآباء العزل.
"لقد شهد العالم في السابق أحداثاً مهولة ولكن لا شيء يشبه هول المشاهد المخيفة التي يراها كل مواطن في منزله على شاشة التلفزيون. السياسيون يتخبطون والفوضى ظاهرة للعيان في السياسة العالمية".
"هنأت مادورو بكل صدق على ما كان يقوم به من أجل شعب يستشهد في قطاع غزة. لأن البلدان التي تواجه مأساة تستحق المساعدة بشكل متواصل وبالقدر الذي تسمح به موارد الدولة التي تريد المساعدة، مهما بلغت صعوبة أوضاعها. هذا ما فعلته كوبا دائماً، حتى في الأوقات الأكثر صعوبة في ظل الحصار الأميركي الوحشي الذي ما زال مستمراً منذ أكثر من نصف قرن”.
وقد هنأته على تضامنه الإستثنائي مع شعب قطاع غزة البطل على الرغم من الإجراءات الأميركية ضد بلاده، وما هذه الصدفة العظيمة.
أن قرار المساعدة يُتخذ في وجه الإبادة الجماعية الأميركية – الإسرائيلية التي تُرتكب في قطاع غزة ضد أفقر وأكثر منطقة اكتظاظاً حيث يعيش أهلها هناك منذ آلاف السنين.
كل هذا يجعل من موقف مادورو والجيش الفنزويلي والمتخصصين الذين يؤدون هذا العمل المثالي أمام مأساة الشعب الفلسطيني الشقيق، أمراً يستحق التقدير بجدارة عالية.
فيدل كاسترو روز