بنما، 13 أبريل/نيسان (راديو هافانا كوبا) : عقد رئيس مجلسي الدولة والوزراء جنرال الجيش الكوبي راؤول كاسترو اجتماع مع نظيره الأمريكي باراك اوباما على هامش القمة السابعة للأمريكيتين التي اختتمت في جمهورية بنما نهاية الأسبوع.
واكد كل من راؤول كاسترو وباراك اوباما مجددا على الاستعداد لمواصلة الحوار لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة افتتاح السفارات والمناقشة حول مختلف القضايا مثل حقوق الإنسان على أساس الاحترام المتبادل والاعتراف بالخلافات العميقة بين الجزيرة الكاريبية والولايات المتحدة.
واعلن الرئيس الكوبي أن عملية تطبيع العلاقات بين هافانا وواشنطن ستكون بطيئة، نظرا للخلافات الأيدلوجية للحكومتين، لكنه اكد نية جمهورية كوبا لتعزيز الصداقة بين الشعبين والنقاش الحضاري حول أي موضوع.
وأشار راؤول كاسترو قائلا: “ لقد كنا سعداء جدا لألقى الخطابات وسماع الكثير من كلمات رؤساء الدول والحكومات، لا أريد إن أخذ وقت طويل من الرئيس اوباما. اعتقد أن الأساس وما قاله الرئيس الأمريكي هو نفس الشيء الذي نفكر به، بما في ذلك قضايا حقوق الإنسان وحرية الصحافة وجميع القضايا التي قمنا باعلانها في مناسبات أخرى لبعض الأصدقاء الأمريكيين حول أننا مستعدين للنقاش حول كل القضايا، اعتقد انه يمكن النقاش حول كل شيء كما قاله الرئيس باراك اوباما مع الاحترام المتبادل لأفكار الآخرين”.
من جانبه اعرب الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن ثقته لخلق وضع افضل للنصف الغربي من الكرة الأرضية، كما تعهد للعمل لان يكون شعب الجزيرة الكاريبية اكثر ازدهارا.
ووصف أوباما المباحثات بأنها كانت "صريحة ومثمرة". وأكد أن واشنطن ليست مهتمة في تغيير نظام الحكم في كوبا.
وأشار الرئيس الأمريكي قائلا: “ نتحدث عن علاقة جديدة بين البلدين وفي نهاية المطاف نريد اتصال اكبر ومنتظم، وان المهمة ستكون مواصلة تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لان تصل إلى نقطة للإمكان في فتح السفارات في هافانا وواشنطن. لذا أود إن اشكر الرئيس الكوبي راؤول كاسترو بروح الانفتاح، واعتقد أننا سوف نصل الى بناء علاقات على أساس الاحترام المتبادل".
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن اجتماعه مع الرئيس الكوبي راؤول كاسترو يمكن أن يكون نقطة تحول ليس فقط في علاقات بلاده مع كوبا بل ومع بقية أمريكا اللاتينية.
على صعيد آخر تستمر وسائل الأعلام العالمية وقادة الدول في تسليط الضوء على الاجتماع التاريخي بين رؤساء الولايات المتحدة وكوبا على هامش القمة السابعة للأمريكيتين.
ورحب رئيس جمهورية بوليفيا ايفو موراليس بالحوار بين البلدين، حيث اكد أن الجزيرة الكاريبية لا تزال تحافظ على مبادئها ويمكن إن تكون هافانا وسيط بين واشنطن وأمريكا اللاتينية.
وابرز وزير العلاقات الخارجية الصيني الاجتماع بين راؤول كاسترو وباراك اوباما واعرب عن ثقته بان يساهم هذا اللقاء لاستقرار اكبر ووحدة وتنمية القارة الأمريكية.
وحث البرلماني اللبناني جاني القبيصي القادة السياسيون للعالم العربي والإسلامي على ان يحذوا حذو كوبا والولايات المتحدة وحل المشاكل في الشرق الأوسط من خلال الحوار القائم على الاحترام بين الأطراف المتنازعة.
ونشرت وسائل الأعلام في أمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي صور للقاء واعترفت بان رؤساء دول وحكومات المنطقة اكدوا عن المواقف حول السيادة الوطنية في القمة الأخيرة للأمريكيتين والتي وصفت كتاريخية بفضل وجود كوبا والاجتماع بين راؤول كاسترو وباراك اوباما.
أما وسائل الأعلام في الولايات المتحدة فقد سلطت الضوء على الاجتماع التاريخي بين الرئيسين، حيث أشارت صحيفة واشنطن بوست أن هذا اللقاء مان مثمر، بينما أشار موقع صحيفة دي جيل على الانترنيت الى استعداد الحكومتين للتقدم في هذا الحوار.
من جانبها خصصت صحيفة نيو يورك تايمس مقال كبير للاجتماع بين الرئيسين في قاعة صغيرة تابعة لقصر المؤتمرات اتلابا مقر القمة السابعة للأمريكيتين.
ونشرت الصحيفة الأمريكية كلمات الرئيس الكوبي عندما قال انه يريد بداية جديدة مع الولايات المتحدة على الرغم من انه لدى البلدين تاريخ طويل ومعقد.